وكالة أنباء الحوزة _ اشاد خطباء لبنان بمواقف الدول التي اسقطت مشروع القرار الامريكي باعتبار حركة "حماس" حركة ارهابية وهذا السقوط للمشروع الصهيو- اميركي هو رد على المتخاذلين العرب الذين يشرعون ابوابهم للكيان الغاصب وهذا الرد جاء بفضل صمود محور المقاومة في المنطقة.
سيد فضل الله: يجب الالتزام بخطاب سياسي هادئ لا يستثير الغرائز والانفعالات
ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصانا به الله سبحانه وتعالى عندما قال: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله} صدق الله العظيم. وحتى نبلغ التقوى، لا بد من أن يكون حبنا لله فوق كل حب، وطاعتنا له فوق كل طاعة، ورضاه فوق كل رضا، وسخطه فوق كل سخط.. وأن نكون كما قال الحديث: "قوالون بأمر الله، قوامون على أمر الله، قطعوا محبتهم بمحبة ربهم، ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم، ونظروا إلى الله عز وجل وإلى محبته بقلوبهم، وعلموا أن ذلك هو المنظور إليه لعظيم شأنه". ومتى بلغنا ذلك، فإننا نبلغ خير الدنيا والآخرة، فقد وعد الله تعالى الذين يتقونه بأن يؤيدهم ويسددهم ويفتح لهم الأبواب المغلقة، فقال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا}، وهم سيحظون بالكرامة عندما يقفون بين يديه، فقال تعالى: {إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر}".
وقال: "البداية من لبنان، الذي تجاوز الأسبوع الماضي قطوعا أمنيا، وإن كانت مفاعيله السياسية وتداعياته لما تنته بعد، فقد ساهم ما جرى في زيادة منسوب التوتر في الساحة السياسية، وزيادة الشرخ بين قوى سياسية كانت منقسمة بالأساس، وتنامي الهواجس والمخاوف والتساؤلات حول خلفية ما جرى، والأهداف التي كان البعض يصبو إليها. ونحن، وبعيدا عن أسباب ما جرى، ومدى خضوعه للشكليات التي ينبغي أن تراعى عند أي إجراء قضائي، فقد كنا نأمل أن يكون القرار مدروسا وأكثر حفظا للقوى الأمنية وللقضاء اللبناني، فمثل هذا القرار لا يؤخذ ببعده الأمني والقضائي، بل بالنظر إلى تداعياته على الواقع السياسي. فنحن لسنا في بلد كبقيَّة البلدان الَّتي تتخذ فيها قرارات قضائية وأمنية، ولسنا في مرحلة سياسية عادية، بل نحن في خضم توتر سياسي حاد في الساحة الداخلية، وما ينعكس عليه من توتر قادم من المحيط، حيث يتداخل القرار الأمني والقضائي بشكل كبير مع القرار السياسي، ويكفي دلالة على ذلك مشهد الاصطفاف الذي حصل بعد هذه الحادثة المؤسفة".
وكرر التشديد على "ضرورة الالتزام بخطاب سياسي هادئ لا يستثير الغرائز والانفعالات، ولا يؤدي إلى فتنة حذرنا منها قبل هذه الحادثة المؤسفة، منعا لحصولها، ونحذر منها بعد هذه الحادثة منعا لتكرارها، فالبلد متوتر أصلا، ولا يحتاج إلى المتوترين، بل إلى العقلانيين الذي يتحدثون عما يعانيه البلد، بأسلوب يصل إلى العقل ولا ينزل إلى الشارع".
وقال: "إننا نحتاج إلى أن يكون المنطق هو منطق علي، عندما قال لأصحابه: "إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكن لو وصفتم حالهم وذكرتم أعمالهم، كان أصوب في القول وأبلغ في العذر".
وتابع: "في خضم ما جرى، وفي ظل كل هذا الاهتزاز الذي تعيشه الساحة الداخلية، يدخل العدو الصهيوني على الخط، بزعم اكتشاف نفق على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وإعلانه عقب ذلك عن عملية سماها "درع الشمال"، واكبها بإثارة جو إعلامي وسياسي صاخب. ويقدم في ذلك حجة لا يحق له الحديث عنها، وهي خرق القرار 1701 من قبل المقاومة.. وهذا الخرق، إن تم من خلال نفق كما يزعم، فهو يخرقه كلَّ يوم في الجو والبر والبحر. إنَّنا أمام ما جرى، نريد دعوة اللبنانيين إلى مزيد من الوعي، وعدم الخضوع لتهويل العدو، في سعيه لإحداث شرخ داخلي بين اللبنانيين، من خلال عودة الحديث عن المقاومة ومدى الحاجة إليها، بعدما قرَّر اللبنانيون عدم الحديث عن موقع بات ضرورة، لكونه شكل ولا يزال ردعا في مواجهة العدو الصهيوني وغطرسته. وذلك بإثارة خوفهم ورعبهم، من خلال التصريحات أو الرسائل النصيَّة المتتالية والمدروسة التي تسعى إلى ذلك".
وأكد انه "على اللبنانيين أن يفوتوا هذه الفرصة بوعيهم لمدى قدرات هذا العدو، فهو، وكما يعترف، ليس مؤهلا للقيام بأي عدوان، وما حدث في غزة أخيرا من اضطراره إلى القبول بتهدئة، ليس إلا مؤشرا على تهيب هذا العدو من إقدامه على أي عدوان. ونحن نعتقد أنَّ اللبنانيين أقرب إلى معرفة الحقيقة، لتجاربهم معه، ولكن هذا لا يعني أن ننام على حرير، فهذا العدو، كما بعض زعاماته التي هي في الحكم الآن، عوَّدنا أن يحاول الهروب إلى الأمام ونحو الحرب عندما يرى نفسه في مأزق، أو عندما يحسب أن الظروف السياسية تلائمه عند توفير الدعم الأميركي الكامل والتغطية الدولية المؤاتية، مستفيدا من عناصر التشرذم والانقسام التي تعيشها الساحة العربية والإسلامية، والتي قد تشكل عنصر إغراء إضافيا له. وليس حديث العدو المتواصل عن مصانع الأسلحة في لبنان، أو امتلاك المقاومة تقنية جديدة في عالم الصواريخ، إلا تأكيدا جديدا على عنصر القلق الذي يعيشه واستعداده للمغامرة في بعض الأوقات".
وختم: "أخيرا، إننا وفي ظلِّ المفاوضات الجارية حول المسألة اليمنية في السويد، نأمل أن يؤدي ذلك إلى وقف فوري لهذه الحرب العبثية التي أنهكت الشعب اليمني وتركته فريسة للأمراض والجوع والقتل. لقد آن الأوان لمسلسل القتل والموت هذا أن ينتهي، ويصل الجميع إلى قناعة أن الحرب لم توصل ولن توصل إلى أية نتيجة إيجابية، وأن لا خيار إلا الحوار، حتى لا يكون اللقاء مجرد محطة فرضتها ظروف سياسية ضاغطة على هذا الفريق أو ذاك من الداخل أو الخارج".
الشيخ الخطيب: يجب التضامن في مواجهة تهديدات العدو والاسراع في تشكيل الحكومة
اعتبر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، ان "تمادي العدو الاسرائيلي بانتهاك السيادة اللبنانية وتصاعد لغة تهديدات قادته بالعدوان على لبنان، محاولة لاستعادة معنويات قوات الاحتلال، التي أخفقت في عدوانها على غزة بعد ان أصابها الاحباط بفعل تداعيات عدوان تموز على لبنان وسقوط مشروع ضرب وحدة واستقرار لبنان وسوريا".
وقال: "نحن اذ نضع الخروقات الاسرائيلية برسم الامم المتحدة نطالب بادانة اسرائيل ولجم عدوانها، كما نطالب اللبنانيين بالتضامن في مواجهة التهديدات الاسرائيلية، ما يستدعي الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع كل المكونات السياسية وتزيد من منعة لبنان وتشكل شبكة امان للدفاع عن سيادته وترسيخ الاستقرار الامني والاجتماعي والنهوض بالاقتصاد الوطني".
ولفت الخطيب الى ان "عدم التوافق بين السياسيين يكشف البلد أمنيا ويؤسس لاوضاع أمنية خطيرة لا تحمد عقباها، ولا سيما اننا شاهدنا تداعياتها الاليمة في احداث الجبل المؤسفة التي حصلت الاسبوع الماضي، والتي ينبغي ان تشكل حافزا لدى المسؤولين للاستعجال بتشكيل الحكومة".
ورأى "ان الحكومة الوطنية ضرورة امنية واقتصادية لمصلحة ولبنان وشعبه، وعلى الجميع ان يتنازلوا عن مصالحهم الخاصة لمصلحة الوطن العليا التي تقتضي الاسراع في تشكيل حكومة تعمل لجميع اللبنانيين وتتفرغ لحماية مصالحهم وحفظ أمنهم وتوفير العيش الكريم لهم، فهذه الحكومة هي ضمانة للدفاع عن الوطن وصون سيادته وتفعيل مؤسساته ودعم جيشه ليظل لبنان قويا امام التحديات والمؤامرات والتهديدات".
الشيخ ياسين: المقاومة بأنفاق وبغيرها تحمي لبنان وتحصنه
رأى رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين، في تصريح، "ان تناغم بعض الاصوات في الداخل اللبناني مع ادعاءات العدو الصهيوني بوجود أنفاق على الحدود مع فلسطين المحتلة من شأنه،أن يضيف تعقيدا جديدا الى وضع الداخل اللبناني ويقدم خدمة لرئيس وزراء العدو الذي يريد من وراء اثارة هذا الملف تحسين وضعه الداخلي بعد سلسلة الفصائح التي طالته في كيانه المفتعل".
وقال الشيخ ياسين: "ان المقاومة في لبنان بأنفاق وبغيرها تحمي لبنان وتحصنه الى جانب الجيش وتشكل عامل ردع اساسي للعدو وهي اسقطت مشروع اسرائيل الكبرى ووجودها اساسي لحماية لبنان وتحرير فلسطين".
واشاد بمواقف الدول التي اسقطت بالامس مشروع القرار الامريكي باعتبار حركة "حماس" حركة ارهابية وهذا السقوط للمشروع الصهيو- اميركي هو رد على المتخاذلين العرب الذين يشرعون ابوابهم للكيان الغاصب وهذا الرد جاء بفضل صمود محور المقاومة في المنطقة.
وختم الشيخ ياسين بدعوته الشعب اللبناني الى المزيد من التماسك والالتفاف حول المقاومة والجيش لحماية لبنان في ظل ما يجري من اضاعة للوقت في موضوع تشكيل الحكومة وترك الساحة للشارع، متمنيا "عدم ادخال القوى الامنية في الصراعات السياسية المحلية".
الشيخ دعموش: ما جرى في الجاهلية كاد يدخل البلد في فتنة وعلى الاعلام التزام القيم الاخلاقية
لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش، في خطبة الجمعة، الى أن "على أصحاب المجلات والمواقع الالكترونية التي تنشر صورا بعيدة كل البعد عن الستر والعفة والحياء والحشمة والقيم والأخلاق، والقنوات التلفزيونية التي تبث مسلسلات وأفلاما ومسرحيات مائعة ومنحلة، أن يعلموا أنهم بذلك يدمرون المجتمع ويفسدون الأجيال الناشئة أخلاقيا واجتماعيا"، داعيا "جميع الطوائف والمؤسسات الدينية والثقافية والاجتماعية في لبنان الى وضع حد لهذا الفلتان الأخلاقي من خلال فرض بعض الضوابط والقوانين التي تمنع استباحة التلفزيونات لعقول الناس وقلوبهم وقيمهم وحياتهم".
وأشار الى أن "ما جرى في الجاهلية كاد ان يدخل البلد في فتنة لولا تدخل "حزب الله" الذي وضع حدا للمسار التصعيدي الذي رسمه البعض"، معتبرا ان "حزب الله" أثبت مرة جديدة انه صمام الأمان في هذا البلد وانه من موقع مسؤوليته الوطنية حريص على أمن البلد واستقراره وسلمه الأهلي، فهو بمعالجته لما جرى في الجاهلية حمى لبنان من فتنة كبيرة كادت أن تحصل بفعل تسرع البعض وعدم تقديره للعواقب، ومنع انزلاق البلد نحو حرب اهلية جديدة".
ورأى أن "الأحداث الأخيرة كشفت أن هناك من يتعامل بتوتر وانفعال وخفة مع أمور حساسة في البلد، ويستخدم القضاء وبعض القوى الأمنية في سياق الكيد السياسي ومن دون مراعاة القوانين لتحقيق أغراض ومصالح سياسية خاصة، وهذا يضر بسمعة القضاء والأجهزة الأمنية ودورها واستقلالها".
وشدد على ان "ما جرى يدعو كل المتسرعين في السلطة الى العودة الى التعقل والترفع عن المناكفات والمكايدات السياسية وأخذ العبرة مما حصل والابتعاد عن نهج المغامرات غير المحسوبة والاستعراضات الخاطئة في معالجة الازمات التي تحصل في البلد، فلبنان لا يحتمل الا لغة الحوار والتفاهم والتعامل مع الازمات بهدوء وتعقل بعيدا من التسرع والانفعال. كما ان ما جرى يدعو الرئيس المكلف الى الاسراع في تشكيل حكومة يتمثل فيها كل من له حق التمثيل ويتحمل فيها كل المشاركين مسؤولياتهم الوطنية في ادارة البلد واحتواء أزماته ومشاكله ومعالجتها".
الشيخ حمود: كيف يمكن ان يكون توزير وزير من اللقاء التشاوري انتحارا سياسيا؟
رأى الشيخ ماهر حمود، في خطبة الجمعة أنه "من الصعب ان يصدق الانسان ان ما يحصل في لبنان هو نتيجة الحرص على المصلحة اللبنانية او ان مثل هذه العراقيل مصدرها اجتهاد سياسي وحوار بين اصحاب القرار"، متسائلا: "كيف يمكن ان يكون توزير وزير من اللقاء التشاوري انتحارا سياسيا؟ وكيف يمكن ان تكون "غزوة الجاهلية" امرا يقصد به تطبيق القوانين وانقاذ هيبة الدولة؟ وكيف يمكن ان نصدق ان الذين ادانوا وجود نفق للمقاومة بين لبنان وفلسطين المحتلة معتمدين على رواية العدو الصهيوني انهم حريصون على الامن وعلى المصلحة اللبنانية، وكيف نصدق اولئك الحريصين على اصدار قرارات دولية تؤكد ان المقاومة إرهاب، اين تكون العقول ازاء مثل هذه الأمور؟ هل يكون مسلما او عربيا من يدين المقاومة وصواريخها وأنفاقها".
وعن مشروع القرار الأميركي لإدانة حماس، قال: "بعض الدول العربية صوتت لصالح القرار، بل هي التي اقترحته، الذي يتهم المقاومة بالإرهاب ودول غير عربية وغير اسلامية اسقطت هذا القرار الدنيء. الجواب ان العقول تتعطل عندما يكون الانسان اسير هواه او اسير شهوته او ما الى ذلك"، مشيرا الى "اننا كنا نتمنى ان يكون العقل العربي والإسلامي حرا غير متعلق بالقرارات الدولية، وانه لمن المؤسف ان تكون الدعوات الى انقاذ الشعب اليمني تأتي من العالم الغربي، ولم يستطع العقل العربي والإسلامي ان "يكتشف" هذا الامر بمفرده".